باص المدرسة
اليوم كان يوم كئيب جدا عشان اخي العزيز مصطفى قرر يتقاعد من شغله كسائقي الخاص من و إلى المدرسة بحجة إني أأخره عن جامعته بحوستي الزايدة <<< كأنه يهتم بهالجامعة اساسا
مع أن معظم محاضراته تكون في وقت متأخر و انا ما اتاخر اكثر من ساعة ساعتين بس ..
لكن لعبته مكشوفه هو بس كسلان زيادة عن اللزوم و ما يبي يقوم من النوم مبكر <<<الله يساعدنا انا و كل طلاب المدارس على القومة من الفراش كل صبح قبل ما تطلع الشمس و انشالله يحسون فينا المسئولين ويأخرون الدراسة كم ساعة قولوا آآآآآآآآآآمين .
مختصر الكلام هذا كله ، اني بروح المدرسة و ارجع منها بباص الوزارة المعفن !!!!!!!!!!
لأ ، مش ممكن ، يالهوتيييييييييي
طبعا رفضت و نظمت الاحتجاجات و المظاهرات و اعلنت الاضراب لكن القيادة العليا لم تلين و يبست راسها و أعلنت ان القرار نهائي و لا رجعة فيه .
في اليوم اللي بعده "يوم
تنفيذ قرار القيادة" قوموني من السرير غصب لأني كنت ناوية ما اروح المدرسة و اجبروني اروح موقف الباص انتظره مع باقي البنات تحت اشعة الشمس القاتلة اللي ما ترحم أحد<<< و كانت خسائرنا في ذاك اليوم تقدر بثلاث بنات اغمى عليهم من الحر و وحدة صادتها ضربة شمس و كانت بتطيح علينا بس الحمد لله قدرنا نلحقها بكمادات الثلج و أخيرا بعد العناء و الوقفة و التعب ، الباص وصل و صارت الحرب و التدافع بين البنات و وصل الدم للركب لكن في النهاية و بقدرة قادر انحشرنا كلنا في الباص و مشى و هو يطلّع اصوات غريبة محد تجرأ يفكر شنو سببها فاكتشفت ان هذا الباص مشكلته اكبر مما كنت اعتقد و عرفت ان باص الوزارة اللي المفروض اركبه كل يوم كان مأساة حقيقية ، بدون تكييف ، زحمة ، ما في مكان اقعد فيه، يعني عذاب كل يوم و لمدة ثلاث سنوات .
وصلنا المدرسة بعد ما مرينا على كل مناطق البحرين بلا استثناء بالباص القديم المغبر كانت الحصة الاولى بدأت و فوتنا نصها بسبب الباص اللي يمشي ابطأ من سلحفاة عرجاء و حولة . ليال ما كانت بالمدرسة لأنها ما توصل في العادة قبل الحصة الثانية انشاالله توصل بسرعة عشان نتباحث و نفكر في طريقة نقنع فيها القيادة العليا يردون لي سائقي و سيارته النظيفة المريحة <<< مصطفى طالب جامعة عمره 20 سنة يعني سيارته مزبلة و ما ينظفها الا في السنة مرة بس مهما تكون سيارته بتبقى انظف من الباص بمليونين مرة .
وصلت ليالو و وقت الفسحة في الكافيتيريا بدينا ننظم العملية السرية " انهاء الباص X5 "
انا: و ليش X5 يعني ؟ ليش ما انسميها" انهاء الباص "و بس ؟
ليال: الظاهر ما تتابعين افلام انتي ، في الافلام اسم العملية لازم يكون فيه احرف و ارقام ما لها معنى .
انا: طيب ليش ؟
ليال: هذي القوانين اللي ماشية في العالم بتعترضين عليها بعد .
انا : مثل ما تبين الاسم مو المهم ، المهم شنو بنسوي ؟؟
ليال: شنو هالكآبة اللي نزلت مرة وحدة ، لهالدرجة الباص مأساة ؟
انا: و أكثر ، لو ركبت هالباص مرة ثانية راح تصيدني حالة نفسية و انجلط و اموت .
ليال: ههههه اقول خلنا في عمليتنا ابرك .
و بقينا طول الفسحة نفكر و نفكر و نفكر ...... بس الفكرة الجهنمية الخطيرة العبقرية اللي ما لها مثيل اللي كنا ننتظرها ما وصلت للأسف <<<مو ذنبنا ان عقولنا مقفلة و خاصية التفكير فيها ملغية
في النهاية اتفقنا على اني احاول مرة ثانية مع القيادة العليا لبيتنا " بابا و اخوي" وذكر تفاصيل الوضع المأساوي اللي عشته اليوم مع وايد دعاء و امنيات و تفاؤل مو في محله و لما دق جرس نهاية الفسحة بدأت العملية السرية " انهاء الباص X5 " رسميا
بدأ العذاب مرة ثانية وقت الرجعة للبيت و لحقت على الباص في آخر لحظة بس طاح مني نص درزينة اقلام و دفترين و انا اركض وراه ، انحشرت بين البنات و كل شوي وحدة تدوس على رجلي فأسحب شعرها او اعطيها بوكس يعلمها ما تقرب مني مرة ثانية ، بعد كم دقيقة بدينا نلاحظ دخان اسود يطلع من المحرك و الاصوات الغريبة اللي ما وقفت من دخلنا الباص بدأ صوتها يزيد و صرخ المحرك صرخته الاخيرة و استشهد المسكين بعد سنوات من المعاناة و المرض و طبعا و قف الباص في نص الشارع بدون حركة .
نزلنا كلنا من الباص و وقفنا تحت اشعة شمس البحرين اللطيفة الساعة 1:30 الظهر و السائق الآسيوي يفحص المحرك و هو يسب بلغته اللي ما نفهم منها حرف لكن بدون فايدة و كان واضح ان الباص ما راح يتحرك من مكانه و لو سنتيمتر واحد و اضطرينا نرجع بيوتنا مشي أو بكلمة ثانية زحف و احنا حاملين اثقال على ظهورنا .
لما وصلت البيت كنت بموت من التعب لدرجة اني نمت على طول بملابس المدرسة و شنطة المدرسة على ظهري و قومني صوت رسالةSMS من ليال تسألني عن عملية " انهاء الباص X5 " فقمت على طول و رحت ادور ابوي و حصلته في الصالة يقرأ جريدة فقعدت جنبه
انا: بابا ابي اكلمك عن موضوع مهم
بابا: شنو؟
انا: عن باص المدرسة ، بابا ....
بابا قاطعني قبل ما اكمل كلامي و قال : ما ابيج تروحين في باص الوزارة مرة ثانية ، مصطفى راح يوصلج المدرسة كل يوم .
مصطفى ابو كشة كان في الصالة يتابع فلم و بس سمع كلام بابا نط من مكانه و صرخ: شنو؟؟؟؟؟
بابا: مثل ما سمعت ، اختك ما بتروح في باص الوزارة مرة ثانية .
طلعت لساني لمصطفى و ركضت غرفتي و انا اصرخ مثل المهرجين و اتصلت لليال ابشرها على طول و ما فكرت ليش البابا غير رايه في يوم واحد .
بعد يومين اكتشفت ان الجريدة اللي كان البابا يقرأها في ذاك اليوم كانت ناشرة في الصفحة الاولى خبر عن طالب مدرسة مسكين توفى بسبب باص مدرسه داس عليه ، تألمت للحادثة وايد بس كان كل اللي همني هو اني ما راح استعمل باص الوزارة المقرف مرة ثانية و ان عملية " انهاء الباص X5 " انتهت بالنجاح .
==============================================================
في النهاية احب الفت نظر القارئ الى كل الطلاب اللي يعانون بسبب الباصات القديمة الي ما تنفع لاستخدام البشر و اللي ما تلقى صيانة كافية بدون التفكير في الطلاب و الطالبات اللي يستخدمونها ، واذا كنت انا محظوظة بوجود بديل ثاني عندي فبعض الطلاب ما يملكون هذا الشي و يضطرون يستعملونها رغما عنهم ، اتمنى الجهات المسؤولة تنتبه لهذا الشي و تبادر باصلاح هذا الوضع لتضمن سلامة عصب البلاد و مستقبلها " الطلاب و الطالبات"